نام کتاب : تفسير الثعلبي (الكشف والبيان) نویسنده : الثعلبي جلد : 3 صفحه : 347
مِنْ
عِنْدِ اللهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ) يعني الجدب وغلاء السعر وقحط المطر (يَقُولُوا هذِهِ مِنْ عِنْدِكَ) أي من قوم محمد وأصحابه.
وقال بعضهم :
معناه (إِنْ تُصِبْهُمْ
حَسَنَةٌ) يعني الظفر والغنيمة ، (يَقُولُوا هذِهِ مِنْ
عِنْدِ اللهِ) فـ (إِنْ تُصِبْهُمْ
سَيِّئَةٌ) يعني بالقتل والهزيمة ، (يَقُولُوا هذِهِ مِنْ
عِنْدِكَ) ، نزلت الذي حملتنا عليه يا محمد (قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللهِ) أي الحسنة والسيئة كلها من عند الله.
ثم عيّرهم
بالجهل.
فقال : (فَما لِهؤُلاءِ الْقَوْمِ) يعني المنافقين واليهود (لا يَكادُونَ
يَفْقَهُونَ حَدِيثاً) أي ليسوا يفقهون قولا إلّا التكذيب بالنعمة.
قال الفراء :
قوله (فَما لِهؤُلاءِ
الْقَوْمِ) كذبوا في الكلام ، حتى توهّموا إن اللام متصلة بها ،
وإنهما حرف واحد ، ففصلوا اللام في هؤلاء في بعض المصاحف ، ووصلوها في بعضها
والاتصال بالقراءة ، ولا يجوز الوقوف على اللام لأنّها لام خافضة.
(ما أَصابَكَ مِنْ
حَسَنَةٍ) أي من خير ونعمة (فَمِنَ اللهِ وَما
أَصابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ) أي بلية وأمر تكرهه (فَمِنْ نَفْسِكَ) أي ، من عندك وأنا الذي قدرتهما عليك ، الخطاب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، والمراد به غيره ، نظيره.